المملكة المغربية جهة سوس ماسة درعة عمالة اشتوكة أيت باها موقع شباب دوار أغرايس أيت أعميرة.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثقافة الاختلاف

اذهب الى الأسفل

ثقافة الاختلاف Empty ثقافة الاختلاف

مُساهمة من طرف AAMOURI الثلاثاء أكتوبر 09, 2012 2:55 pm

ثقافة الاختلاف
دائماً ما نلاحظ في حال وقوع نقاش-داخل حزب سياسي أو جمعية تنموية ...- حتى ولو كان بسيطاً يؤدي هذه النقاش الى أزمة قد تصل الى الشجار او المقاطعة وأحياناً الى الشتيمة وذلك بسبب تباين في الاراء حيث ان اطراف النقاش عادة في مجتمعاتنا دائماً تحاول فرض ارائها ولا تحترم الرأي الاخر ولو كان صحيحا - خاصة ان كان من يدافع عن الطرح هو شاب لايزال في بداية المسار- ضانة ان رأيها هو الاصح ويجب على الاخرين تقبله ولا يمكن بالجملة التنازل عنه.
وتشمل هذه الاختلافات في الاراء جميع النواحي من اختلاف سياسي وثقافي ونلاحظ احيانا من يعبر عن رأي سواء في مجال تدبير المرافق العامة أو بعض الجمعيات التنموية دائماً ما يلاقى انتقادات واستهجان بسبب اختلاف رأيه عن الاخرين دون معرفة ما معنى النقاش الحضاري وحرية الرأي واحترامه.
ومن الامثله على كلامي اذا قام شاب ما بانتقاد مكتب جمعية تنموية مكون أغلبها من الكهول داخل مكان ما أتهم بأنه فوضوي صرف ويريد أن ينفخ النار في رماد وإذا أنتقد الحكومة اتهم بأنه متمرد ومتآمر لا بل يصل الخلاف أحياناً بين افراد العائلة في النقاش السياسي او الثقافي او حتى الرياضي عندما تجد أحدهم مثلاً يشجع ريال مدريد والاخر برشلونة.
ومن النماذج المتقدمة في فهم ثقافة الاختلاف هو النموذج الاوربي على الرغم من التعددية الفكرية الا أن ثقافة الاختلاف منتشرة جداً في اوربا ولا حاجة ان نذكر بالمقولة الشهيرة " قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعًا عن رأيك" والتي هي لقائلتها أيفيلين بياتريس هول والتي نسبت خطأ لفولتير.
سمعت في مصر ان هناك من سيقوم بتدريب المجتمع المدني على ثقافة الاختلاف وذلك بعد تغير نظام الحكم فيه. وفي رأيي يجب ان تقع هذه المسؤولية في المغرب على عاتق منظمات المجتمع المدني لإيصال ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الى جميع شرائح المجتمع وتطبيق هذه الثقافة في حياتنا الاعتيادية وحتى في حياتنا السياسية.
اننا ما زلنا في حاجة إلى مزيد من الوعي والإدراك في ثقافة الاختلاف والحوار لأننا مكبلون بطباع نرجسية وموروثات اجتماعية تصوّر لكل واحد منّا أنه الأفهم من الآخر، ويستوي ذلك في دنيا الثقافة والأعمال.. وما إن يأخذ الواحد منا بطرف من العلوم حتى يعتقد أنه الأكثر نضجا وهو يستنكف أن ينتقده الآخر في رأيه!! وتلك الموروثات هي التي نشأ البعض عليها منذ الصغر.. فكم يعد تجاوزا للحدود تحدُّث الصغير أمام الكبير فضلا عن تطفّله ومداخلته في حوار الكبار، الأمر الذي جعلنا نجترّ تلك المفاهيم الثقافية المجتمعية ونوّرثها للأجيال القادمة دون تحليل أو بعد نظر!! وإذا أردنا أن نبني جيلا واعيا مثقفا يملك شخصية متوازنة قادرة على الحضور والإضافة في المشهد الثقافي التنموي فإنه لابد من احترام آراء النشء والتعامل معها بكثير من التقدير والاحترام.. إننا نحتاج حقا إلى مزيد من التدريب والانفتاح على ثقافة الاختلاف حتى نهضم فلسفة الديمقراطية ولا نتشدّق بها حين مطالبتنا بحقوق ونخاصمها أو نتجاهلها إذا جاءت بما لا تشتهي أنفسنا.. وحتى نُكسب الديمقراطية بُعدها التجريبي الواقعي لابد أن نوطّن أنفسنا على احترام الآخر وفكره، حتى وإن اختلفنا معه.. لأن حتمية الاختلاف في الرأي تفرض علينا احترام الآخر.. بل إن نجاح الإنسان ورقيّه الديمقراطي يفرض بناء علاقة ود واحترام مع مخالفيه قبل مؤيديه والاستفادة من آرائهم وأفكارهم حتى يدرك كل منّا أن رأيه إذا كان صحيحا فالاحتمال كبير بأن يكون رأي الآخر هو أيضا صحيح.. وذلك من زاويته.. وثقافته.. فليس ثمة صحيح أو خطأ مطلق فيما يدور بين الناس غير أن كل منا يرى الحقيقة والمشهد من جانبه.. ولذلك نحن ننادي بضرورة التدريب على ثقافة الاختلاف.. ولابد أن ندرك بأنه إذا كان ثمة رؤية لك في ثقافة وفكر الآخر الذي اختلف معك فإن لديه هو الآخر رؤيته المتباينة تماما عما لديك.. وربما تكون وجهات النظر تلك المتباينة هي المفتاح لإثراء أي حوار أو فكر.. وكلمّا صقل المرء مهاراته في أدب الحوار والاختلاف استطاع أن يكسب المهارة والنجاح في العلاقات مع الناس والمجتمع، وأذكر مثلا لأحدهم الذي اختلفت معه يوما ما في الرأي ثم قابلته حين مناسبة.. فبادرت بالسلام عليه وقد قرأت في وجهه الدهشة من تصرّفي وكأنه قد ظن أن اختلافنا في الرأي والحوار قد أفسد العلاقة بيننا!! وهو ظن خاطئ.. ومجتمع المثقفين بالذات جدير بلغة أكثر انفتاحا وتصالحا مع النفس أولا ثم مع الآخرين حتى أولئك الذين اختلفوا معهم.. وليس بالضرورة أن أكون صديقا لك غير أنه في غير صالحك أن تجعلني عدوا.. فالتصالح مع النفس والآخر هي مفاهيم لابد أن تكون نبراس المثقف ولغته في الاختلاف ودرسه للأجيال القادمة التي تتخذنا قدوة ونبراسا.. والدرس القرآني الواضح في سورة هود يضرب مثلا رائعا في احترام الاختلاف، قال الله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).. فهل نطمح إلى رؤية مختلفة ينشغل فيها المرء عن الانتصار للأنا بالانتصار للفكر والرأي والمعرفة؛ التي جعلت الفيلسوف الفرنسي (فولتير) يقول: (قد اختلف معك في الرأي ولكنى على استعداد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك).. وهي قمة الذوق والاحترام للرأي الآخر.
بقلم أكرم زياد (غيور من أغرايس)

AAMOURI
المدير
المدير

عدد المساهمات : 19

تاريخ التسجيل : 03/04/2012


https://nadin7iga.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى